مخاطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية

مخاطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية


انتشرت ظاهرة وصف الأدوية خاصة المضادات الحيوية، وتناولها بطريقة عشوائية اصبحت تهدد خلايا الكلى والكبد ونخاع العظام مما يؤدي الى عدم قدرة جهاز المناعة على محاربة الميكروبات وتعطي مناعة للجراثيم وتكمن الخطورة في تعاطي الحامل او الطفل لهذه الادوية.
وقد ناقشنا آثار التناول العشوائي للمضدات الحيوية على جسم الانسان مع د. عاطف محمد شعلان - اخصائي الامراض الباطنية وطب الاطفال حيث قال : ان استعمال المضادات الحيوية اصبح منتشرا بصورة عشوائية مما يعطي الميكروب مناعة من المضادات فالمريض يحتاج الى تحديد نوع الميكروب والمضاد الحيوي الذي يقضي عليه. واذا تم تناول المضادات الحيوية بصورة عشوائية يأخذ الميكروب مناعة ولا يمكن القضاء عليه.
ويضيف ان للمضادات الحيوية آثارها على الكبد والكلى وجسم الانسان ومن وظائف الطبيب اختيار النوعيات التي لا تؤثر على اجهزة الجسم بالاضافة الى آثارها الاقتصادية فالاستخدام العشوائي لها يؤدي الى اهدار اموال طائلة على الدولة، والناس بسبب عدم الوعي بمخاطر المضادات الحيوية. فكل شخص يحدث له ارتفاع في درجة الحرارة يلجأ مباشرة الى المضاد الحيوي دون تحديد لنوع الميكروب المسبب لارتفاع درجة الحرارة فاعطاء المضاد الحيوي يتحدد على اساس نوع الميكروب والمريض ومكان الالتهابات، ولا يجب الاستمرار او الانقطاع عن تناول المضاد الحيوي بالنسبة للمريض الا بعد استشارة الطبيب للتأكد من القضاء على الميكروب المسبب للمرض.
ويشير الدكتور عاطف شعلان الى ان الاطفال لا يجب اعطاؤهم اي نوع من المضادات الحيوية بصورة عشوائية الا بعد استشارة الطبيب فالمضاد الحيوي يعطي على حسب وزن الطفل حتى لا يحدث اي خلل في اجهزة الطفل، واحذر من الاشخاص الذين يصفون الادوية بالتجربة مما يقلل من فرص الشفاء وهؤلاء منتشرون ولا يجب اتباعهم.
ويضيف : ان بعض المضادات يؤثر على السمع وتحبط وظائف نخاع العظام مما يؤدي لنقص مناعة الجسم وقدرته على مكافحة الجراثيم وهناك بعض الحالات الخاصة مثل الاطفال والحوامل او مرضى الفشل الكلوي والكبدي يجب استخدام المضادات بحذر ووعي ومعرفة مدى تأثيرها على اجهزة الجسم لهذا قبل اعطائها للمريض يجب ان يعرف الطبيب كفاءة الكبد والكلى والجهاز العصبي وخلايا الدم خصوصا اذا كانت تأخذ لمدة طويلة، ولابد من وعي الطبيب بالتاريخ المرضي للمريض، ويم كتابة المضادات على حسب وزن المريض وتحديد عدد الايام المناسبة لتناول المضادات الحيوية. واشار د. عاطف الى ان للدواء وجه اخر غير انقاذ المرضى، والمصابين يتمثل في اعراضه الجانبية السلبية التي تزداد عندما يقوم المريض بوصف الدواء لنفسه او تكراره بصرف الدواء بدون استشارة الطبيب، كما ان الاسراف في تناول الادوية لها مردودها الصحي والاقتصادي السيء، فالادوية عبارة عن مواد كيماوية غير طبيعية دخيلة على جسم الانسان لها جانب مفيد هو الظاهر اما الجانب الضار فلا يذكر وعلى سبيل المثال (الاسبرين) من الادوية القديمة فوائدها متعددة الا انه يسبب قرحة المعدة والاثنى عشر والقيء الدموي الذي يعرض الفرد لخطر الموت. واختتم د. عاطف قائلا : ان الله حبى جسم الانسان بجيش عظيم يدافع عنه ضد اي هجوم ميكروبي مكون من خلايا تحطم الميكروبات واخرى تفرز اجساسا مضادة لتكسب الجسم المناعة ضد هذا المرض، وللاسف كثرة استخدامات المضادات الحيوية في فترة الطفولة تقلل من قدرة الجسم على تكوين الاجسام المضادة، وبذلك تؤدي الى ضعف المناعة المكتسبة ويكون الطفل اكثر عرضة للامراض بالاضافة الى ان كثيرا من الادوية تسبب حساسية تتراوح اعراضها من احمرار وحكة في الجسم الى غيبوبة قد تؤدي للموت. وان الاستخدام الامثل للادوية من خلال جرعة مؤثرة ولفترة محددة بواسطة الطبيب المعالج فكل دواء في العالم له جرعة مؤثرة واخرى غير مؤثرة وجرعة سامة فأما الجرعة غير المؤثرة فهي تكسب الميكروب مناعة، ضد الدواء اما السامة فتعرض لخطر الموت. الفيتامينات لو اخذت بكميات كبيرة وبطريقة عشوائية فضررها يفوق نفعها، تضر الكلى والكبد واجهزة الجسم الرئيسة الاخرى، اما من يرى ان الاعشاب الطبيعية خالصة من المضار فهو قول مردود عليه حيث ان كثيرا من السموم مصدرها نباتات طبيعية مثل الداتورا والافيون والحشيش.